Friday, August 25, 2006


الفيض الخامس
**********
ذكرى الميلاد


لا أدرى لماذا نحتفل بإنقضاء عام من عمرنا؟ هل هو الأمل؟ ها نضىء شموعا نزيدها كل عام شمعة متأملين أكثر فى عام سعيد؟ هل لا نتذكر من أعوامنا المنصرمة الا ما هو سىء وبالتالى ننتظر عاما جديدا عله يحمل الينا البشارة؟ أى بشارة؟ أى بشارة سعيدة تنير شمعة فى ظلمات شجوننا التى نعيشها...هل الإنسان "كالقطط تأكل وتنكر"؟ وبالتالى ينسى لحظاته السعيدة فى العام المنصرم؟...أنا شخصيا لا أظن....وإن كنت ممن يفضلون الإحتفال بآخر يوم فى العام كجفل انتهاء العام الدراسى ومعرض الأنشطة المدرسية: ) ولآننى من هؤلاء الذين عندما ينظرون للخلف يشعرون وكأنهم لم يذوقوا طعم الراحة فى عامهم كله.....كثيرا ما أسمع كلمة "انتى بتعملى اللى الرجالة مبتعملوش"...وأفكر هل هى مدح وإطراء ام اننى يجب ان لحظة عند تلك الكلمة....لأرحم روحى وأتمهل واحاول ان اعود الى أنوثتى بنسبة مائة فى المائة؟؟ اة اقبع فى البيت كالهرة انتظر العدل ليذهب بى الى بيت العدل او العوج تبعاً للنصيب....أوااااه يا لها من فكرة صعبة؟ ان تعيش منتظرا لا مبحراً....مرت السنوات الثلاثون دون توقف.....لا أدرى كيف...والأمرح...ان العام الأول من العقد الرابع سينتهى بعد ساعات....العام الماضى.....ماذا فعلت؟ كم من شخص كسبت وكم من شخص خسرت...هل لى أن احاسب نفسى حسابا علنيا؟ اى اضع رقيتى على المقصلة أمامكم ها هنا؟ ابدا لم تكن النفس البشرية بتلك الشجاعة...ولكن...استطيع ان أقل اننى هذا العام ازددت عصبية وحدة.....فالمسئوليات قد زادت...وعته الناس وسبهللتهم ايضا قد زرادت وأمن النوع الذى يطلقون عليه "حامى" مش بأون: ) لا احتمل التباطؤ...لذا أريح نفسى وأقوم بالعمل بدلا من ان "أطق" فى انتظار من هو موكل به....ازددت حدة مع ضغوط العمل وخاصة التطوعى...فالمحتاجين كثيرووووووووووون...والمصادر قليلة ووجدتنى كمن يعول 45 أسرة بالإضافة الى الحالات المرضية والعرائس اليتيمات فى السكة كمان.....هذا بغض النظر عن العاملين فى نفس الدائرة التطوعية..فإن كنت مسئولا عليما بتحمل تبعات المسئولية وتجد نفسك تطيب خاطر من يعملون معك والأسر الغلبانة التى تحتاجك....فأى عقل هذا الذى يتحمل؟ وجدتنى اتأثر سلبا بغرق العبارة المصرية ووفاة ألف من ذويى الذين لا اعرفهم شخصيا وبحرب لبنان التى مت وحييت فيها كل يوم آلاف المرات...وحوداث القطارات وقانون الصحافة ومهزلة القضاة وانتخابات الرئاسة وسحل المصريين فى المظاهرات.........وووووووووووو.....هه هه هه هه هه...تنهج من عظم الأحداث التى مرت بك فى عامك....اذن فالنتيجة منطقية جدا فضغوم العمل والعمل التطوعى والحياة الأسرية والحياة العامة وأضف الى ذلك حياتى الخاصة، كل هذا يساوى حدة وعصبية!!! والله دانا كدا انسانة طبيعية جدا...اذا لماذا أعلق لنفسى المشنقة؟....ولكن هذا ليس سببا أركن اليه...مممممم...طيب ايتها الداليا المتعبة ماذا فعلت إيجابا.....لم أكن سيئة فى أدائى...لى ايجابيات مقبولة ولكنى أخجل ان أعددها او حتى أتذكرها...قد اعطى لنفسى تقدير مقبول...ولكن امامى درجات عدة للجيد والجيد جدا و...الأمتياز؟مممم هذا حلم بعيد المنال....
أفكر وأفكر.....وفى النهاية أجد ان الطوفان يجتاحنى وأصدقائى والحمد لله وعائلتى يتذكروننى لأسمع الجملة المعتادة "كل سنة وانتى طيبة" و..هههههههه مذيلة بالدعوة إياها "السنةاللى جاية مع العريس"...ههههههه وكأن ذلك العريس سيمنع عمرى من الفرار............ اذا فالنتيجة الحتمية بالنسبة لى اننى لن استطيع ان أقرر هل احتفل بيوم ذكرى ميلادى أم لا...فالجميع لن يتركوا لى حرية اتخاذ القرار....وفى هذا الشأن سأكون سعيدة بطغيانهم وإجتياحهم ليومى...أتدرون لماذا...لأنها ببساطة ستكون فرصة بالإكراه لكى أطمئن على كل من قصرت فى حقهم طوال العام الماضى ولم اسأل عليهم او استمع لأصواتهم بدعوى الإنشغال والمطحنة: )
وكل سنة وانتم طيبيين بالإكراه....ههههه والسنة اللى جاية مع العريس.

داليا

الإسكندرية 25 أغسطس 2006 - الجمعة

2 comments:

شيمـــــاء said...

القسوة فى حساب النفس .. اصعب شئ يمكن ان يكون ..فأنها تبطل كل شئ جميل يمكن الانسان ان يشعر به

محاسبة النفس جميلة ولكن قهر النفس محاسبة بشع و مرهق جداً

كونّى كالمكنة فى عملك و لكن اعطى لنفسك حق الحياة قليلاً

كل سنة و انت طيبة يا داليا
و السنة الجاية فى مساعدة :)
مش لازم العريس كل مرة :)))

ربنا يسعدك يا رب
شيماء

عمرو إبراهيم said...

كل سنة وانت طيبة يا داليا
والسنة الجاية محققة كل أحلامك بإذن الله
أو نسبة كويسة منها على الأقل
:)

أما عن العصبية
فأظن إننا محتاجين نفصل كل شوية
زى التلاجة بالظبط
علشان ما نتحرقش
موتورنا مالهوش قطع غيار يا هانم

هونى على نفسك
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها