Wednesday, August 23, 2006


الفيض الثالث
*********
رمسيس...من الكلى الى القفا
اليوم الأربعاء الثالث والعشرون من أغسطس فى السابعة مساء وكعادتى أمتطى كوبرى اكتوبر لأصل الى هدفى وأتابع يوميا بعين الفاحص ما يستجد من أعمال على هذا الجسد الواقف فى شموخ فى ميدان السكة الحديد او ميدانه...ميدان رمسيس واشعر بغصة وأنا أراهم يكبلوه ويكلفتوه كل يوم وكأنهم يكفنوه كفن الدار الآخرة!!!!
واليوم...وجدتهم فى محاولات لتجريب عملية جره!!!! شعرت بغصة فى قلبى وتخيلت وكأن الأطباء قرروا ان ينقلوا كليتى من مستودعها بالجانب الأيمن او الأيسر ليضعوها فى منطقة القفا فهى أنظف وأهدأ!!!!! ولتذهب كل القواعد الى جهنم....لقد بقيت كليتى فى مكانها سنوات عديدة؟ فهل انقلها اليوم فقط الى مكان يرونه أفضل؟ أنظف؟ وقد يضعوا مثلا قالبا من الطوب الطفلى مكانها او كومة من القطن المعقم!!!!
فهل سينقلون تمثال جدى الى القفا!!!! عفوا الى مستودعه الأخير؟؟ عفوا الى منطقة الأهرام؟؟؟
وهل من بعد خمسون عاما اكتشفوا انه بالمكان الخطأ....وهل بعدما وثقوه منذ عام بعد عمل مضن وانفضحت خيبتهم فلم يستطيعوا نقله وفكوا أسره مرة أخرى ليقبع عاما آخر ينظر الى أحفاده فى أيام الذل والقهر...هل تأثر الرجل من هول ما يراه منا نحن أحفاده؟ هل عندما يذهب فى الهدوء والجو النقى غير الملوث سيهنأ بالاً؟ هل بالفعل كان يمثل لنا شكل جدنا رمسيس نداءا صامتا من الزمن الجميل مع غدونا ورواحنا كل وقت؟ اننى احب هذا الجد...كأنه اول من يستقبلنى فى قاهرة المعز وأنا أردد قهرتنى القاهرة...قهرتنى القاهرة...وعندما أرى شموخه اقول لنفسى إثبتى فما من شىء سهل المنال.....ويوم الجمعة الخامس والعشرون من أغسطس سيأخذونه من وسط أحفاده فى موكب جنائزى فخم ليدفنوه هناك فى منطقة الهرم ليضع السواح فقط على قبره باقة من الورود كلما قطعوا تذكرة ليطوفوا حول مثواه الأخير هناك...بعيدا عن أحفاده المهترئين السلبيين...وآه يا جدى رمسيس!!!
أو تعلمون من هو جدكم هذا؟
انه رمسيس الثاني من أشهر الملوك في الدولة الحديثة التي يطلق عليها علماء المصريات عصر الامبراطورية (نحو 1567 - 1200 قبل الميلاد) وهو أبرز ملوك الاسرة التاسعة عشرة وحكم مصر 67 عاما تقريبا بين عامي 1304 و1237 قبل الميلاد. وعثر على التمثال المصنوع من الجرانيت في ثمانينات القرن التاسع عشر في قرية ميت رهينة بمحافظة الجيزة على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي القاهرة وكانت بعض أجزائه منفصلة أو محطمة. ونقلت شركة ألمانية عام 1954 التمثال الى الميدان الحالي بعد تفكيكه الى ست قطع أعيد تركيبها على قاعدة خرسانية ارتفاعها ثلاثة أمتار.
والآن عليكم بوداعه...طوفوا حوله...فالآن هو بينكم وبعد يومين...سيذهب الى مثوى آخر....
ولا ندرى ماذا سيسمون ميدانه من بعده؟ هل سيبقون على اسم الجد ام سيحمل اسم شخص آخر حكم مصر لسنوات طوال؟ مثلما حكمها رمسيس؟؟؟
جدى؟؟ ان مكان الكلي لا يمكن ان يتغير!! حتى لو كان القفا معرضا للتكييف....فهنيئا لنا على القفا الذى نأخذه كل يوم...فأهدأ بالا...لن تنظر الينا مرة أخرى ولن ترانا مطأطأى الرأس.....يحفرون تضاريسا جديدة لقفيان المصريين لينقلوا اليها كلاهم.....
استودعك الله يا جدى رمسيس الثانى
دمت فى جو نظيييييييييييف!!!!!!
23/8/2006

1 comment:

شيمـــــاء said...

المشكلة انهم بيمحوا اصالة كل شئ
انا مش قضيتى ان رمسيس يتشال او يتحط
المشكلة انهم مصرين انهم يفرضوا واقعهم على الناس

ليه شئ اصيل زى تمثال رمسيس موجود من سنة 1954
يتشال ...مش فاهماها ولا بلعاها و الناس زى الهبل مبسوطين و فرحانيين انه بيتشال

قمة محو الهوية ، محو هوية الميدان و من قبله محو هوية الجنية ووضعه فى قرص فضى مدور و من قبلها لغوا الربع جنيه الورق و ال عشرة صاغ و غيره و غيره
وبكره يلغوا الجنسية ..و بدل مصرى هنكتب مباركاوى

حسبى الله و نعم الوكيل