Thursday, September 07, 2006

الفيض السادس
ظاظا...والعمق المصرى
****************
فى ليلة من الليالى الحارة مع نهاية شهر أغسطس والملل يتسرب الى انا وصديقتى قررنا ان نذهب لمدينة الرحاب القريبة منا وبالتحديد الى دار العرض السينيمائى لنشاهد "ظاظا"
كانت اول مشاهدة لى والثانية لصديقتى...والحقيقة انك منذ ان تخطو =الرحاب= وانت تشعر انك مؤهل لشىء حضارى ونفسك منشرحة وعلى ثقة انك مش حتشوف هبل ف عبط...وقد كان..
الفيلم منذ اول تترات المقدمة يستحوذ عليك...بشخصيات كرتونية تجعلك تتوقع من هى فى الفيلم....الا وهى المواطن الغلبان ورئيس الحكومة او البلاد...الذى التصق بالكرسى وفشل المواطن تماااااااااما فى إيجاد اى وسيلة لإنتزاع الكرسى من تحته...حتى انه قام بنشر ارجل الكرسى ولكنها شيطانية..نبتت مرة أخرى:))
الموسيقى محفزة...تنشط عقلك...
ابطال الفيلم هم هانى رمزى- كمال الشناوى فى دور الحاكم - سيد راضى فى دور رئيس الديوان- خيرية احمد ام ظاظا و زينه زوجته وأميرة فتحى
كتبه طارق عبدالجليل. وهو كاتب جديد. وأخرجه علي عبدالخالق. وهو مخرج فيلم"أغنية علي الممر" عام 1972 كما علمت من الجرائد
الفيلم من وجهة نظرى هو أحد خبطات هانى رمزى السياسية شديدة التوغل فى المجتمع المصرى
التى تروى قصة شاب مصرى نموذجى بخفة دمه وتطلعاته الطبيعية فى ان يتوزج حتى فى غرفة فى منزل عائليته وقد دخل بالفعل بزوجته التى كتب كتابه عليها ولا يجدون مأوا لهم.
متولى المدبولى حاكم الدولة الذى يسعى لإيجاد اى خيال مآته مرشحا أمامه فى الإنتخابات..تسوق الصدفة ظاظا ليكون هذا الرجل الذى لا يتوقع احد ان يكون هو المرشح الفائز ليتعامل ببساطة الرجل المصرى ومكره مع الأمور. ولى الملاحظات التالية على الفيلم:
استخدام هانى رمزى للقفشات المتوارية والتى يمكن ان يطلق عليها انها ذات ايحاءات جنسية وقفشات قد لا تشعر تجاهها بأى خجل او انها مفضوحة ومحشورة فى الفيلم...انما جاءت لتنتزع بجدارة ضحكات المشاهدين
وان كنت ارى ان الفيلم يمكن تصنيفه تحت بند =للكبار فقط=
ملحمة الكوز: نعم فكرة مصرية خالصة وان لم تكن ذات اسم واضح واستخدمها رمزى ببراعة ان لكل فرد الكوز الخاص به...كوز احلامه..كوز تخيلاته...الكوز الشرعى:) ان جاز التعبير....هذا الكوز هو الذى يساعدك على استطعام الحياة ولا يشعرك بالنقص والفقر المدقع الذى قد تضعك فيه الظروف. فان كنت تشتهى العصير...ضع الماء فى الكوز وتذكر الفاكهة وتلذذ بالطعم...اذا هو الكوز اللى مصبر الشعب على ما هو فيه....
الإشارة الى المرشحين لرئاسة الدولة اللذين ترشحا امام الحاكم الحالى ليموت احدهما فى حادث والثانى من شرفة منزله فى الدور العاشر......لا تعليق ايها اللبيب...خاصة وهما مرشحين
البحث عن مرشح مضاد....صورة وتمثيلية....تبحث عنه الحكومة كلها وكأنه تكليف قومى امام حاكم كتهالك ان دققت جيدا ستتوقع انه مصابا بشلل نصفى!!!!
رؤية ظاظا لرئيس الجمهورية جعلته ينسى انه مرشح له بل وند....وكم من الإحترامات والإجل له...وكأنه لا قدر الله اله...بالرغم من ان ظاظا مواطن طالع عينه
بساطة الحلم...والرؤيا...ورائعات من بهاء جاهين تجلت فى اشعار مصرية خالصة فى المناظرة بين ظاظا ومتولى المدبولى الحاكم
كلمات بسيطة معبرة فيها من الإجلال لحاكم وتبصيره بأنهم خدعوه...الحاشية خدعته...جعلته يحكم شعبا آخر غير شعبه...ابعدته عن شعبه...وهذا ما أقره الحاكم فى احد لقطات الفيلم
ولن تكون مفاجأة ان ظاظا المرشح بالإكراه يفوز بالإنتخابات مع المراقبة الدولية الشديدة بحجة الديمقراطية المزعومة التى يريد ان يوفرها المجتمع الدولى للشعب...وظهور امرأة سوداء ببساطة تذكرك بذلك الوجه الأمريكى الأغبر الذى يتحكم فى الدولة العظمى محاولا فرض شخبطته على الشرق الأوسط...وطبعا ساعتها ستستعيذ بالله دون ان تفكر
بساطة ظاظا فى ملبسه...وانتقاده للملابس الرسمية لحاشية الديوان...وإكراهه على عدم إقالة الحكومة وافراده التى بيدها كل المفاتيح....الإشارة الى المعاهدات الدولية التى ترغم الدولة على عدم الدفاع عن نفسها او التسلح ضد الأعداء وامتلاك السلاح النووى...
بساطة متناهية فى سرد تلك الوقائع الأليمة اللئيمة
زيارة الرئيس الأمريكى مع خيانة سكرتيرة الرئيس التى اوقعته فى فخ الترشيح منذ البداية....عزومة السفير الأمريكى على عصير القصب من عند الراجل اللى فى اول الشاعر...رفض ظاظا للتغطية على ضرب ابن قوميته مقابل ان تمرر له الدولة العظمى مطلبا.....وسك على عصير القصب يا عبد الشافى
سعيه بلئم المصرى الفطن للتعاقد بنفسه لجلب اسلحة نووية ليعلن عن استلامها فى مشهد ذكرنى بعبد الناصر وهو فى انتظار اشارة التمام ليعلن تأميم قناة السويس
اعلانه فى ذات الخطاب عن غدم قبول اى دعم من الدولة العظمى....
ضرب ظاظا بالنار على يد خائن امريكى...ليسنده الشعب وتجد نفسك تنظر الى الكوز الخاص بك لتتمنى...هل يعيش ظاظا ليكم المسيرة ام ان ظاظا مات والكوز ماؤه انقلب اسودا وحدادا
ميلاد ابن ظاظا فى ذات اللحظة التى تطلق عليه نيران الغدر
لا ابالغ ان الفيلم أحد اهم الأفلام المصرية بالفعل....لا ادرى ما السبب فى ان الرقابة مررته هل هو مبدأ الديمقراطية او شقاوة الشعب خاصة وانه لا يحكى عن دولة بعينها
بعد فيلم "ليلة سقوط بغداد" و "عاوز حقى" ارى ان الفيلم اتم ثلاثية رائعة
الممثلون:

هانى رمزى...ظاظا الممتع

كمال الشناوى...محترف

اميرة فتحى: عرى وسخف ولا ادرى من وقر لها فى طول وعرض الملابس بهذا الشكل المقزز خاصة مع حركات وجهها...غير ذات معنى

زينه...دور هادىء لم يضف كثيرا

لدى الكثير لأقوله عن الفيلم لكن لا اريد ان احرقه على من لم يشاهده..وان كنت قد قررت ان اراه مرة أخرى...فالوجبة دسمة
وكدعوة على حفل زفاف...ادعوكم بصدق لمشاهدة فيلم محترم ولكن تمنوا لأطفالكم نوما هادئا فى المنزل....
داليا خلف - 7 سبتمبر
2006