Thursday, November 02, 2006

الفيض الثامن
المخاض

جاءتنى على غير عادتها المشرقة...بعد إختفاء لعدة أشهر تباين خلالهم صوتها ما بين الفرح والقلق والتوتر وأخيرا الحزن وعكس وجهها عن عدم ارتياح ومقاومة للحزن. حملت بين يديها شيئا ما ضمته الى صدرها وناولتنى إياه...فقلت لها ما شاء الله..رائع...ولكن؟؟
قاطعت نفسى عندما رأيت انفراجة شفتاها تبدأ بالكلام بعد صمت..فانصت:
جاءونى بالوليد وسيما بضا، حملونى إياه بين اضلعى..داخل قلبى، سبحان من رزقنى إياه، ومن بين رحم الآلام انتزعوه من داخلى...من حشاياى حيث نمت بذرته يوما بعد يوم ما بين الفرح والألم..الوهن والسقم...السهر والسهد او حتى الصحو. وكأن رفيقى قد رمى ببذرة إبداعه فى رحم قلبى الذى تلقفها باستماتة آبيا الا تضيع هباءا. مرت الأيام تتشابك والجنين يكبر ونحن نتقاسم حمله فى عقلينا نبثه افكارنا...وقبل الميلاد..تراءى الكذب!!! وهم الخًلْ!!! أحبنى؟ ما أستطيع الشك..خدعنى؟ شىء يحتمل التصديق..والنتيجة؟ جنين ينمو داخل مشيمة الحب التى انقطع عنها غذاء الود..لكنه ينمو....ما أجمله، يحمل إبداع البذرة وإخلاص الرحم...لكنه ولد يتيم الأمل...وسقطت دمعاتى حزنا وفرحا عندما حملونى إياه بين يدى. إنه يحمل اسم من يوما أحببت...مشاعره...كلماته..طيب مشاعرى..عناء الشهور....
اليوم تمخضت المطبعة عن كلمات من يوما أحببت.
وتركت لى نسخة المطبوعة على مكتبى........واستدارت بالرحيل.

داليا خلف
1-2 نوفمبر 2006

4 comments:

شيمـــــاء said...

حمد لله على السلامة
جميلة اوى المفردات

وكأن رفيقى قد رمى ببذرة إبداعه فى رحم قلبى الذى تلقفها باستماتة آبيا الا تضيع هباءا.

السطر ده عجبنى اوى

تحياتى ولاتغيبى عنا
(F)

قاسم أفندي said...

من الصعب جدا اختزال كل هذه المعاني في هذه السطور القليلة .. أراني لا أملك الا الانحناء اعجابا بهذه الموهبة العظيمة ... في انتظار المزيد يا داليا

nile_daughter said...

الغالية شيماء
أخى العزيز أيمن قاسم
تعليقكما أربكنى جدا بقدر ما سعدت بتواجدكما تناحران فيضاناتى
اشكركم بشدة على تعليقاتكم الرائعة والتى تخوننى ثقتى حيالها ولا أصدق انها لى...عندما نكتب فإن اله يمكن علينا بما على طرطوفة قلوبنا وليس لساننا كما نقول فى مصر..واذا كانت تلك الكلمات المنسكبة باستطاعتها ان تمس احاسيسكما فذلك فضل من الله.
كلمة الشكر لا تسع التعبير
داليا

wayfarer said...

بالفعل أسلوب و كلمات جميلة تعبر عن أحساس صادق فهذة هي الحقيقة حينما نريد أن نكتب بعقولنا لا نخط شيئا و لكن حينما تفيض قلوبنا نكتب شيئا من داخلنا لا يفهم الا داخل الأخرين
فكما يقولون الكلام من القلب يصل الي القلب
تحياتي