Tuesday, July 10, 2007

قراة فى رواية "اولاد حارتنا"


قراة فى رواية

الأديب العالمى نجيب محفوظ

اولاد حارتنا

منذ ما يزيد عن الثلاث أشهر ونظرا لضيق الوقت انشغلت بقراء رواية الأديب العالمى نجيب محفوظ
أولاد حارتنا
الطبعة الجديدة من الرواية لها غلاف مختلف وذو تصميم جديد، الرواية فيما يزيد عن الـ ५५० صفحة من القطع المتوسط جيد الطباعة منمق وسعرها ثلاثون جنيها مصريا।
الرواية مقسمة لما يشبة الفصول مع تقديم اولى عن طبيعة المكان الذى يٌروى تاريخه مع سرد الأحداث وعن الشخصية المحورية للرواية "جبلاوى" الذى عمر تلك البقعة على أطراف القاهرة آنذاك بعدما استوطنها وقد كانت صحراء جرداء وأقام فيها وعمرها بذريته ولكنه أعتكف بعد تقدمه فى العمر وأغلق عليه بابا لقصرا كبيرا ولكنه يعلم كل ما يدور فى سلالته بكل دقة وكأنه يسمعه بأناه ويراه بلأم عيناه!!!
والحقيقة ان تعبير التقدم فى السن بالنسبة لتلك الشخصية تعبير غير دقيق حيث تشعر طوال الرواية ان الجبلاوى لازال على قيد الحياة "حى لا يموت" ويرسل برسائله الى من يختاره "يصطفيه" من ابناءه ليضع
منهاجا "شريعة" لذلك الزمن الزمان
سيتعجب قارئى الفاضل من استخدامى لتعبيرات مرادفة فيما بين القوسين ولكنك اذ تعش بين سطور محفوظ لا تجد ما يشبع رغبتك فى التعبير الا تلك الكلمات المحفوظة بين القوسين بسبب شعورك الجم بالتحفظ وانت تذكرها لأنها تعبيرا لا نذكرها عادة الا فى الحديث عن رب هذا الكون، وبالتالى تسمك بلسان تفكيرك عن استخدام تلك التعبيرات وتتحجر رأسك عن النقد القديم للرواية فى أنها مستوحاة من الخلق والرسل والأنبياء لهداية البشرية.
وعلى مدار الرواية تنتقل من بداية امتداد سلالة عائلة الجبلاوى وتشعب اولاده وغضبه على ابنه البكرى وطرده له من بيته!!! وافتعال هذا الإبن لمصيبة كبيرة تجعل الأب يطرد الإبن الثانى غير الشقيق من المنزل أيضا بعدما اوشك على تملك الميراث كاملا "وكأنه الجنة" ليطرد من دار "رحمة" أبيه ليعمر الأرض حول منزل والده الجبلاوى وينجب من البنين والبنات وليقتل ابنه الأكبر أخاه الأصغر!!!! وهكذا ما بين الهداية والغواية وتشعب الحارات او القبائل حول منزل الجبلاوى وحكاوى نظار الوقف والفتوات وحكاوى من "يصطفيهم" الجبلاوى من سلالته فى كل عهد لهداية الناس لتبقى سنة الله فى أرضه !!!
وهكذا لم تهدأ لى نفسى طوال قراءتى لرواية نجيب محفوظ وأقر ان الرجل لم يتعرض لا بالتصريح او التلميح للديانات او العقائد ولكن.....لا يمكن ان يغفل ايا منا عن قراءته الوراية الفكرة المسيطرة على الكاتب منذ الخلق والخليقة والطرد من الجنة وقايبل قاتل هابيل والمرسلين المصطفين॥والله أعلم
وعندما تصل الى شخصية رفاعة ستتذكر حتما فصول حياة رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام!!!
لا يمكننى وانا مجرد قارئة ان اتحدث عن ابداع حبكة الدراما فى الرواية وتسلسلها وان كان طولها يجلعك تتوه احيانان وتنسى من ابن من...اللهم الا حكايات الراوى المكررة من فصل لآخر هى التى تذكرك بالسلالة।
اما الآن فقد طرأت لى فكرة وهى حصر عدد ابناء الجبلاوى الذى اختارهم لحل مشاكل الحارات والجماعات।
ومقارنتهم بعدد الأنبياء والرسل!! لا أدرى ان كان هذا ضرب من الجنون ام هو تحر الباحث العلمى داخلى!!! ارجوكم لا تتعجبوا
لا ادرى كيف يمكن للختام ان يكون، ولكن بين رائعة الأدب والشك فى المطابقة اجدنى حائرة...لا باللائمة على الكاتب ولا ايضا بالشاكرة!! فقد أرهقنى طوال القراء فى المتابعة واختبار نفسى فى مدى التشابه بين الحبكة الدرامية والقصص الدينى।
وأخيرا...لا يسعنى الا ان اشجع كل من يهوى قراءة الروايات او قراءة اعمال نجيب محفوظ الا على اقتناء وقراءة
اولاد حارتنا
==داليا خلف
१० يوليو 2007